المهر هو عادة قبلية ترجع الى العام 3000 قبل التاريخ حيث وجدت دلائل على تطبيقها في الحضارة المصرية الفرعونية القديمة و حضارة اليونان وكانت من المجوهرات والأثاث والنوق والاغنام والاموال بينما في بعض الاحيان كان الفقراء يقومون بتقديم خدمات مثل التدريب و الرعي.
ابتكار المهر تم بغرض تحقيق عدد من الاغراض الرمزية والمادية حيث انه يرمز لمدى قدرة العريس على الالتزام و احترامه للمسؤلية. يحقق المهر ايضاً توفير الحماية المالية في حال حدوث مشاكل مالية وهو من الأسباب الرئيسية لبث شعور الاحترام في العلاقة الزوجية ويشعر الزوجة بالراحة. يستخدم لفظ الهدية عندما يتم اعطاء شيء لشخص عن محبة بينما المهر لا يصبح هديه لأنه يتم تحديده مما يجعله شرط بدونه لا يوافق الكثيرين على الزواج في الشرق الأوسط.
يشعر المهر النساء بالأمن المادي في حال حدوث المشاكل والخلافات لأن المبلغ الذي اعطي لهم قد اصبح ملك لهم وليس من ضمن سلطة الزوج التحكم فيه. ويستخدم بعض النساء المهر كسلاح ضد استغلال وسوء معاملة الأزواج ذلك لأن المهر يردع الطلاق السريع. بينما المهر المرتفع يجبر الطرفين على التفكير بجدية قبل ابرام الزواج، مما يحد القرارات المتسرعة أو الطلاق عن كراهية.
من يدفع المهر
يختلف مسمى المهر باختلاف الثقافات والأديان فعادة في الهند تقدم المرأة الهندوسية للعريس مهرًا. وفي الثقافات الإسلامية، يكون العكس فيمنح العريس هدية أو مهرًا لعروسته. اما في البلاد الأفريقية يكون مهر العروس ذو أهمية بالغة بغض النظر عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي.
كم يجب أن يكون المهر
يقول علماء الأسلام أن المهر لابد وأن يكون في شكل مادي يمكن ان يتم تقديره وتقاضي المال من بيعه. ويشير مصطلح “المهر الفاطمي” إلى المهر الذي نص عليه النبي محمد لعلي، ليعطيه لفاطمة، عند زواجها منه وقد كان مقدرا ب 480 درهماً. وكانت تحسب قيمة الدرهم النقدية على أساس وزن الفضة، حيث كان الدرهم الفاطمي مقدر بنحو 3.06 جرام من الفضة مما يكون الاجمالي 1469.60 جراماً من الفضة.
للمهر أهمية كبيرة في الزيجات الإسلامية فهو رمز للمسؤلية والأمان المالي للعروس. وفي حين أنه جزء أساسي في عقد الزواج، فإن غياب المهر لا يبطل الزواج. في هذه الحالات، يحق للزوجة تعويض من خلال الحصول على “أثاث على سبيل المثال بقيمة المهر” مثل مهور النساء في أسرتها أو مجتمعها.
لتحديد قيمة المهر، يجب مراعاة أمور مثل الوضع المالي للعريس، والعادات والتقاليد، والأعراف. كما انه من المهم التفاوض وإيجاد قيمة المهر المناسبة التي تحترم حقوق العروس والعريس. سواء تم دفع المهر مقدماً او لاحقاً، فهو حق شرعي واجب الوفاء به كما هو تم الاتفاق عليه بين الزوجين.
سألت عائشة ما هو مهر رسول الله فقالت: اثنتي عشرة أوقية ونش. قالت: أتدرون ما هو النش؟ قلت: لا. قالت: نصف الأوقية، وهي 500 درهم.
لكن في أحوال عديدة يعد المهر مسألة تفاوض واتفاق بين الزوجين، ففي النهاية المال ليس بقدر أهمية الإرتباط. يعتقد الكثير ان الزواج مستحيلاً أو صعبًا للغاية بالنسبة للشباب الذين قد لا يستطيعون تحمل تكاليف المهر الباهظة.
في الوقت نفسه، قد يفضل عدم جعل المهر منخفضًا جدًا، حيث يعتقد النساء عند تخفيض مهورهن ان فقط عديمو الضمير هم الذين سيتقدمون اليهم. فإن الموافقة على المهور المرتفعة تجبر الشاب على الالتزام بالزواج مهما كانت الخلافات فإن كان الطلاق يتم تنفيذه عند حدوث مشكلة كبيرة من اول وهله فإن المهر المرتفع يجعل الفرد يفكر مرة واثنين وثلاثة.
توجد العديد من العوامل التي يتم مراعاتها عند تحديد مبلغ المهر مثل أموال العريس والعادات المحلية وما يحدث في المجتمع.
كيفية تحديد المهر
1- القدرة المالية
يجب أن يكون المهر عادلاً، يراعي وضع المتقدم للزيجة المالي ولا يتسبب في مشاكل للزوج.
2- ثقافة المتقدم للزواج
ثقافة المتقدم للزواج تتباين بناء على بيئته، فهناك الزوج ذو الثقافة الشعبية والسادي والمثقف والمتدين.
3- الوضع الاجتماعي
يساعد معرفة الوضع الاجتماعي للمتقدم للزواج في تحديد مبلغ المهر.
4- الإنصاف والعدالة
يقول الإسلام انه يجب تحديد المهر بطريقة تحترم حقوق الزوج والزوجة ملائماً قدرة العريس على الوفاء بمسؤولياته ويجب أن تكون هناك مرونة بين الطرفين في الإرتضاء بقيمة المهر بناءً على دخل العريس.
في زمن عمر بن الخطاب، كانت مبالغ المهر مرتفعة للغاية، لدرجة أنه قرر يتحدث ضدها علنًا. فقد قال لا تغلوا في مهور النساء، فقالت امرأة: يا عمر ليس لك ذلك، فإن الله قد حرم ذلك. فقال عمر أن المرأة هي التي أصابت والرجل الذي أخطأ.
متى يدفع المهر
يدفع المهر للزوجة مباشرة سواء عند الاتفاق على الزواج او في حالة تأجيله. وفي حالة اذا كان الزوج لديه مشاكل ماديه يختار البعض الدفع الجزئي عند إبرام العقد، و استحقاق الباقي من المهر في تاريخ لاحق.
اما اذا توفي الزوج بعد كتابة الكتاب ولم يحدث علاقة جنسية، يكون المهر ملك الزوجة ويكون لها نصيب من الورث.
وفي حالة وقوع الطلاق فعلى الزوج أن يدفع المهر حتى وان كانت المشاكل بسبب الزوجة. وإذا مات الزوج دون أن يدفع المهر، فإن المهر يصبح ديناً على الزوجة، ويجب أن يؤخذ من التركة قبل أن يقسم بين ورثة الزوج المتوفى.
إذا لم يتم الزواج وقرر الزوجان الطلاق، فإذا كان حل الزواج من قبل الزوج وكان بسبب من جانبه، فإن الزوجة تستحق نصف المهر المحدد. إذا كان سبب الطلاق شيئاً يرجع إلى العروسة، ولم يتم الزواج، فلا يجب أن يعطى المهر الى العروسة.
من الشائع أن يستغل نظام المهر في مختلف الزيجات فما كان من المفترض أن يكون هدية ووعدًا بالأمان سرعان ما يتحول إلى مطلب مالي يؤدي إلى فسخ الخطوبة أو الطلاق، والعنف، وحتى الموت بسبب التخلف عن دفع المهور. لدرجة أن بعض الدول سنت قوانين تمنع دفع المهر أثناء الزواج مثل اليونان.
نظام المهر موجود بالديانة الإسلامية وبالديانات والثقافات غير الإسلامية مثل الديانة اليهودية والقبائل العربية وثقافات شرق آسيا وإفريقيا.